الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الرأي الحر ـ الإرهاب ونداء تونس: الحسم والحزم يا سيدي الرئيس!

نشر في  18 مارس 2015  (09:59)

بقلم: محمد المنصف بن مراد


تمرّ بلادنا بمرحلة في منتهى الخطورة بعد أن أشرفت على الانهيار بسبب سياسات الترويكا وحتى اختيارات المهدي جمعة الذي لم يكن فولاذيا في تعامله مع الارهاب واختراق وزارة الدّاخلية كما ساهم في اغراق البلاد في بحر المديونيّة.. لقد كانت الترويكا سببا في اركاع الدولة التونسية واختراق أجهزتها وانتشار الارهاب وتدهور الاقتصاد .. كانت أسوأ حكومة عرفها تاريخ تونس المعاصر!
ثم أنجزت الانتخابات وكنت ـ شخصيا ـ من بين المتفائلين شأني في ذلك شأن الملايين من التونسيين وخاصّة النساء لكن منذ  تشكيل حكومة الصيد شعر جزء هامّ من ناخبي نداء تونس بالنّدم لأنّ هذا الحزب تخلّى عن رئاسة الحكومة ووزارات السيادة وأشرك النهضة في الحكومة وترك وزارة الداخلية ملغّمة بالاختراقات وآمر الحرس الوطني في موقعه بدعوى أنّ تغييره قد يؤدّى إلى تحرّكات احتجاجيّة في الجنوب! ولن أذيع سرّا إذا قلت إنّ مسؤوليتك يا سيدي  رئيس الجمهورية جسيمة إذا نجح الارهابيون ـ لا قدر الله ـ في قتل تونسيين أو تفجير مؤسسات، فأنت المسؤول الأول عن الأمن القومي وبالتالي فإنّك مطالب بتغيير كل القيادات سواء في الأمن أو في الجيش  ممّن لهم ميولات حزبية قد تخدم المشاريع المتطرّفة.. انّ الحزم يا سي الباجي في هذا الموضوع حتمي  حتى تتقلّص خطورة الارهاب لأنّ  القضاء عليه غير ممكن في أشهر بعد ان فتحت الترويكا أبواب تونس في وجه هذا الطاعون!

ثم لابدّ من «تذكيرك» يا سيدي رئيس الجمهورية بأنّ المديونية المفرطة التي ناهزت 40.000 مليار من مليماتنا، آفة ستدمّر البلاد لأنّ التونسي أصبح ـ في بعض الحالات ـ يتقاضى راتبه من القروض الأجنبية،  ولا يخفى عنك انّ كل مواطن وان كان في الشهر الأول من عمره، مدين بـ4.000 دينار للخارج حتى لو كان يسكن الجبال ويأكل لحم «الذئب» ويقيم مع عائلته في كوخ! لقد أصبحنا شعبا كسولا يعيش على المديونية وتدير شؤونه حكومة ضعيفة ويسهر على حمايتها أمن مخترق!
انّي على يقين من انّه لا يمكن القضاء على الارهاب وانعاش الاقتصاد خلال أشهر معدودة لكن الحزم والحسم هما «السلاح» الأجدى لبلوغ المنشود.
واعتقادي راسخ أنّ إنقاذ تونس رهين حكومة تحترم الحريات وحقوق الانسان وتكون صلبة في تعاملها مع الارهاب وفي إقرار هدنة تقي تونس الاضرابات العشوائيّة.. أعلم أنّه من الصعب تغيير حكومة بعد أشهر على تشكيلها  لكن يمكن تغيير وزيرين أو ثلاثة وتحديد الأهداف وطريقة العمل، وإذا واصلنا في الاتجاه ذاته فإنّ تونس ستصير بعد سنوات شبيهة ببعض بلدان أمريكا الجنوبيّة على غرار كولومبيا حيث حكومة مشلولة وبارونات التهريب والمخدّرات يحكمون بأحكامهم وعصابات مسلّحة في حرب مع الجيش والأمن!
لنأت الآن الى ما يجري في حزبكم المخترق من قبل أشخاص لا يكترثون بمصالح البلاد السياسية والاقتصاديّة، لأذكّرك  بما قلته لك في صائفة 2014  عندما زرتك في مكتبك في البحيرة. فقد تساءلت عن سبب وجود شخص مشبوه فيه في نداء تونس، الاّ أنّ ردّك لم يكن مقنعا، وفي هذا السياق ألاحظ انّي كنت المواطن والإعلامي الوحيد الذي زار بن علي في قرطاج بعد انتخابات 93 ليعلمه انّها مزيفة فاغتاظ وألغى الإعلانات العمومية التي كانت تتمتّع بها أخبار الجمهورية و«منعني» من حضور  أيّة تظاهرة أو سفر رسميين طيلة 15 سنة!

وأعتقد يا سيادة الرّئيس انّ انقسامات حزب نداء تونس ستكون لها انعكاسات خطيرة على استقرار البلاد ومستقبل هذا الحزب، فهل يعقل ان يقرّر ابنك حافظ التئام مجلس وطني وان يتخذ قرارات خطيرة وانت تتابع هذا العمل دون ان تحرّك ساكنا؟! علما ان 10 نواب على 86 شاركوا في هذه المهزلة.. فأيّ خبرة وأيّ شعبية يتمتّع بهما حافظ قايد السبسي حتى يسمح لنفسه بإحداث شرخ في الحزب،  وما هي صلاحياته حتى يقرّر هو وأصدقاؤه تعيين نبيل القروي صلب اللجنة التأسيسيّة؟ وما علاقة هذا الثنائي بشفيق جراية الذي استعمل مكتب ابنك للالتقاء بالنائب الجلاد؟
فكفانا سلبية ورفضا لاتخاذ القرارات الحاسمة في ما يخصّ مصالح البلاد! نحن في تونس لسنا بحاجة الى ساكن لقرطاج بل إلى حاكم عادل وجريء وفيصل،  مع الإشارة الى أنّه إذا أصبحت جدران القصر من  فولاذ، خفتت الأصوات والآراء وانجرّت عن ذلك كارثة بالبلاد ـ لا قدر الله ـ ..
أنت تعلم أنّي أحترمك كرئيس جمهورية وكأخ يكبرني سنّا لكن سبق لي أن كتبت لك أنّي لن أمنحك بطاقة بيضاء لأن من أسباب سقوط الزعيم بورقيبة رحمه الله والرئيس بن علي هو اعتبارهما كلّ من ينتقدهما مهرّجا أو عدوّا يجب اقصاؤه..  وهكذا انتهى حكمهما..

• أرجو من السيدين محسن مرزوق أو رضا بلحاج تبليغ هذه الافتتاحيّة الى السيد رئيس الجمهوريّة.